حصاد عام 2019

حصاد عام 2019
(أبرز الحداث العربية )


كان عام 2019 عامًا حافلًا بالأحداث على النطاقين الإقليمي والعالمي، ويقول  ماكس روزر وهو متخصص في الاقتصاد في جامعة أكسفورد ويدير موقع عالمنا في بيانات: إذا كان أمام المرء فرصة اختيار الوقت الذي يولد فيه، فإنه سيكون من الخطير إلى حد كبير اختيار وقت في أي من آلاف الأجيال في الماضي. الجميع تقريبا كانوا يعيشون في فقر، والجوع كان واسع الانتشار والمجاعات شائعة، كما كانت افتتاحية صحيفة "التايمز" البريطانية جاءت  "في تحسن: العالم أصبح في صورة أفضل وأكثر ثراءً". وبأنه بعد انقضاء عشرين عاما من القرن الحادي والعشرين يتضح لنا أنه لم يوجد قط وقت أفضل للعيش من هذه الأعوام.

والسؤال هنا: ماذا عن الجرائم البشعة في حق الإنسانية التي تحدث يوميًا في سوريا .. اليمن .. العراق .. وحالة التوتر التي تشهدها العلاقات الدولية ابتداءً بدول الخليج وقطر وتركيا وإيران ..

أبرز الأحداث الإقليمية*

فاحتفل العراقيون واللبنانيون برأس السنة في الميادين، بمطالبات لرحيل الفساد، حيث أطلق بعض الناشطين في مواقع التواصل الاجتماعي وسمًا بعنوان #ثورة_رأس_ السنة للتعبير عن استمرارهم في مطالبهم والتي نزلوا إلى الشارع منذ 17/تشرين الأول للمطالبة فيها.

ويشهد لبنان أسوأ أزمة اجتماعية منذ نهاية الحرب الأهلية، مما دفع العب لإقامة حراك شعبي غير مسبوق ضد الطبقة السياسية  ، الفاسدة والتي يعتبرها الشعب مسؤولة عن حالة التدهور الاقتصادي، وردد المتظاهرون العديد من الهتافات  ولكن أبرزها كان "نصر الله واحد منن، كلّن يعني كلّن" إشارة لأنهم يريدون الإطاحة بكل رؤوس الفساد في البلد مهما كانت ترى نفسها كبيرة وثابتة!.










وينقلنا هتاف اللبنانبون الأخير للعراق حيث ثار الشعب وانطلقت التظاهرات في 1/تشرين الأول/2019 من مدينة بغداد وبقية مدن الجنوب، احتجاجًا على تردي الأوضاع الاقتصادية في البلاد وانتشار الفساد الإداري والبطالة .

كما أشار المتظاهرين بأنهم ضاقوا ذرعًا من إيران ومن محاولاتها المستمرة في السيطرة على البلاد، فحرق العديد منهم العلم .الإيراني 

وتعتبر هذه التظاهرات الأكثر فتكًا في العراق منذ الحرب الأهلية ضد تنظيم داعش الإرهابي عام 2017، إذ واجهت قوات الأمن المتظاهرين بالرصاص الحي مخلّفة حوال 490 قتيل وأكثر من 16 ألف جريح و 3 آلاف إعاقة جسدية.

وجاء أخيرًا هجوم على السفارة الأمريكية من قبل الميليشيات الموالية لإيران بعد أن وجدت أن الشعب ثار عليها، وطالب بمحاكمتها، فوجدوا باستهداف السفارة فرصة لصرف النظر عن تلك المطالب، فأشعلوا الإطارات ووضعوا أعلامهم على الجدران، بينما اكتفت قوات الأمن العراقية بالمشاهدة.


صورة من تظاهرات العراق الأخيرة



عام هزيمة "داعش" في سوريا*

في مارس/2019 فقد تنظيم "داعش" الإرهابي آخر معاقله فيفي بلدة الباغوز بريف دير الزور، شرق سوريا، وفيها أيضاً فقد التنظيم زعيمه "أبو بكر البغدادي" بعملية أمريكية في قرية بريشة بريف إدلب.

أما في شرق البلاد، شنّت تركيا وفصائل موالية لها عملية عسكرية "نبع السلام"، عبر الحدود داخل الأراضي السورية لطرد المقاتلين الأكراد الذين تعتبرهم أنقرة "إرهابين، واستنادًا للقانون الدولي فإن جميع التدخلات العسكرية في سوريا تعتبر احتلالاً ،
أما الحكومة التركية تعتبر تدخلها مشروعًا استنادًا لاتفاقية "أضنة" المبرمة عام 1998م إذ تنص على أنه يحق لتركيا  اتخاذ جميع الإجراءات الأمنية والعسكرية اللازمة للمحافظة على أمنها القومي.

وسجّل النزاع الدائر في سوريا منذ نحو 9 سنوات، في العام 2019 أدنى حصيلة سنوية للقتلى، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن العام 2019 كان الأقل دموية منذ بداية الحرب التي أسفرت في نحو 9 سنوات عن مقتل 370 ألف شخص.






دول الخليج .. انقسامات وجرائم ضد الإنسانية*

أنهت المقاطعة الخليجية لقطر عامها الثاني دون أن تحقق مطالبها المرجوة ، بعد أن بثّت وكالة الأنباء القطرية "قنا" تصريحات مفبركة لأمير قطر انتقد فيها المشاعر المعادية لإيران وأيّد فيها إيران وحماس وحزب الله.
مما أثار غضب السعودية والإمارات والبحرين لقطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، تلتها حكومة مصر واليمن وجزر المالديف وجزر القمر، بينما أعلنت الأردن عن تخفيض التمثيل الدبلوماسي وإغلاق مكتب الجزيرة.
لكن تلك القطيعة التي استمرت نحو عامين ونصف بدأت تشهد تغيرات إيجابية قبيل انعقاد القمة الخليجية الأربعين في الرياض ديسمبر 2019، خصوصا مع تأكيد وزير الخارجية القطري محمد آل ثاني وجود مباحثات سرية بين السعودية وقطر.

بينما شهدت المملكة العربية السعودية العديد من الأحداث والتغيرات السريعة برعاية ولي العهد "محمد بن سلمان"، حيث صدر أمر ملكي بتعيين الأميرة ريما بنت بندر آل سعود سفيرة لدى الولايات المتحدة الأمريكية بمرتبة وزير لتصبح أول امرأة تتقلد منصب سفير للسعودية ، واستطاعت  المرأة السعودية فوق سن 21 حق استخراج الجواز السعودي والسفر دون شرط إذن ولي الأمر، وسمح لها بقيادة السيارة، وانطلق "موسم الرياض" بفعاليات ترفيهية عديدة تضمنت إحياء حفلات لمطربين ومطربات لأول مرة في تاريخها.

لكن هذه التغيرات الإيجابية لم تتضمن كفالة حرية الرأي والتعبير، حيث اتُّهمت المملكة باغتيال الصحفي السعودي "جمال خاشقجي" في قنصليتها في اسطنبول، ولم يتم العثور على الجثة حتى الآن، وباشرت المملكة بمحاكمة المتهمين في 2019/1/3.
كما شنّت المملكة موجة اعتقالات واسعة طالت عددًا من المفكرين والدعاة وناشطين على مواقع التواصل الاجتماع، وكالت إليهم العديد من التهم ابتداءً بالتعاون مع جهات خارجية وانتهاءً بنشر الفكر الإرهابي وتهديد أمن الدولة. 




مصر*

شهدت مصر العديد من الأحداث المؤسفة خلال هذا العام، ابتداءً بحادثة قطار محطة رمسيس الثاني التي أودت بحياة العشرات وأدّت لاستقالة وزير النقل المصري "هشام عرفات".

.


تلاها وفاة الرئيس المصري السابق "محمد مرسي" في 17/حزيران خلال جلسة محاكمته إثر نوبة قلبية، تصدّر بعدها وسم #محمد_مرسي مواقع التواصل وسط موجة حزن وغضب عارم

وفي الرابع من شهر أغسطس وقع انفجار كبير أمام المعهد القومي للأورام في القاهرة أودى بِحياة 20 شخصًا و 47 مصابا، واختلافٌ حول تحديد السبب أو الجهة المُنفِّذة. وفي نفس اليوم من الشهر الذي يليه توفي نجل الرئيس محمد مرسي "عبدالله محمد مرسي" إثر نوبة قلبية مفاجئة عن عمر يناهز 26 عامًا.
كما شهدت مصر عددًا من التظاهرات يوم الجمعة 20 من سبتمبر/أيلول استجابة لدعوة المقاول والممثل المصري، محمد علي، الذي اتهم الرئيس المصري ومقربين منه في المؤسسة العسكرية بـ "الفساد وإهدار المال العام" تخللها عدد من الهتافات تطالب بإسقاط النظام وبرحيل الرئيس المصري "عبدالفتاح السيسي"، أدّت لحملة اعتقالات واسعة دون تحقيق المطالب


اليمن السعيد .. لم يعد كذلك*

حالة فوضى عارمة شهدها اليمن منذ تنازل "علي عبدالله صالح" عن الحكم في 2017، فاستولى الحوثيون على السلطة وتدخّلت السعودية والإمارات والكويت وقطر والسودان عسكريًا  في "عاصفة الحزم" وبمشاركات محدودة من الأردن ومصر، بعد طلب قدّمه الرئيس اليمني "عبد ربه منصور هادي" للملك السعودي "سلمان بن عبدالعزيز آل سعود" بهدف وقف النفوذ الإيراني في اليمن.
مما أدى لاستهداف حقلي بقيق وخريص النفطيّين شرق السعودية بطائرات مسيّرة من دون طيار من قبل الحوثيين في 14/سبتمبر/2019، ما أضر بالإنتاج النفطي السعودي، ولم تكن هذه الهجمة هي الأولى من نوعها حيث أطلق الحوثيون العديد من الصواريخ لعدّة مناطق في المملكة العربية السعودية .


وفي السادس من نوفمبر أجرت الرياض محادثات مع الحوثيين في مسعى إلى إنهاء النزاع المتواصل باليمن منذ سنوات، وذلك استمرارًا لدور السعودية الخاص بالوساطة في اتفاق تم إبرامه بين الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا والمجلس الانتقالي الجنوبي، بعد أن استنزفت هذه الحرب الطرفين وأدّت لخسائر فادحة.




Comments

Popular posts from this blog

رحلة الألف ميل قد تبدأ "بكورونا"!

تشويه المسافات

مرصد الإعلام الأردني / ملخص عن أبرز تقارير 2019